الميثاق :
العهد الشديد المؤكد ، وهو قسمان : عهد خلقة وفطرة ، وعهد نبوة ورسالة وهو المراد
هنا ، وهذا العهد أخذ عليهم على لسان موسى وغيره من أنبيائهم ، واليتيم :
من الحيوان ما
لا أمّ له ، ومن الإنسان من لا أب له ، وأصل المادة يفيد الانفراد ، ومنه الدرّة
اليتيمة لانفرادها في العقد ، والمسكين : هو العاجز عن الكسب.
المعنى
الجملي
ذكّر سبحانه في
الآيات السابقة بنى إسرائيل الذين كانوا في عصر التنزيل بما أنعم الله به على
آبائهم من النعم كتفضيلهم على العالمين ، وإنجائهم من الغرق وإنزال المنّ والسلوى
عليهم ، ثم ما كان يحصل إثر كل نعمة من مخالفة ، فحلول عقوبة ، فتوبة من الذنب بعد
ذلك.
وفي هذه الآية
ذكّرهم بأهمّ ما أمر به أسلافهم من عبادات ومعاملات ، ثم ما كان منهم من إهمالها
وترك اتباعها ، وسيعاد الكلام فيها أيضا بعد ، لأن المقام يحتاج إلى الإطناب
والبسط ، ولأن القلوب مستحجرة لا ينفذ شعاع الحق في أكنافها ، وأذهانهم كليلة فهى
في حاجة إلى التكرار بين آن وآخر ، لعلها ترجع إلى رشدها.
وقد خوطب النبي
صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بهذا ليؤديهم التأمل في أحوالهم ، إلى قطع الطمع في
إيمانهم ، لأن قبائح أسلافهم تمنعهم من الهدى والرشاد كما قال :